-A +A
19 عاما خبرة في مجال «هندسة التصميم الداخلي» صنعت من عمرة قمصاني قصة عمل دؤوب، فعندما تمسك القلم في مساحة بيضاء من كراسة الرسم تغازلها أفكار ملهمة للتصميم والإبداع والابتكار.
عمرة قمصاني لم يكن طريق الألف ميل الذي خاضته في مجال التصميم الداخلي مفروشا بالورود ومعطرا بماء الزهر بل حفته تحديات وصعاب، لكن ثقافة الإصرار وعشق تصميم الديكور خولها لخوض غمار منافسة الماركات العالمية في عالم المفروشات بعد أن تم تسجيل ماركتها «عمرة ديزاين» كأول ماركة عربية للمفروشات تنافس الماركات العالمية ضمن 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، إذ تعمل مع فريق من المهندسات من خريجات «التصميم الداخلي» اللواتي يعملن على فكرة التصميم عبر برامج الكمبيوتر، وتدعو مهندسة التصميم الداخلي عمرة قمصاني خريجات أقسام «التصميم الداخلي» إلى اكتساب الخبرة بالعمل مع المهندسات في القطاع حتى يصقلن الجانب النظري بالتطبيق العملي وربما ذلك يكون نافذة لهن لتأسيس مشروعات في مجال التصميم الداخلي.

وحول التحديات التي تواجهها عمرة في «التصميم الداخلي» تقول: «نعاني من شح في الأيدي العاملة الماهرة في الرسم والنحت لأن كل قطعة من المفروشات والأثاث عبارة عن قطعة فنية تحتاج لأيد ماهرة الأمر الذي يؤثر على وتيرة العمل في الورش الخاصة بتصميم قطع المفروشات».
وفي الوقت ذاته تعقد عمرة قمصاني الآمال على حزمة الإجراءات التي تتواكب مع رؤية التحول الوطني التي من شأنها تقديم مزيد من التسهيلات لشباب وشابات الأعمال في قطاع التصميم الداخلي.
وأبدت قمصاني استعدادها لفتح أبواب التدريب لطالبات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتدريبهن على المهارات الحرفية في خياطة وتنجيد قطع المفروشات، غير أنها استدركت بقولها «من واقع تعاملي مع مخرجات الكليات التقنية أجد أن بعضا من الشباب والشابات لا يزال لديهم عزوف عن العمل في النجارة والمهن الحرفية اليدوية». مؤملة أن يتم التوسع في برامج الإرشاد المهني وتعزيز ثقافة العمل في مجال المهن اليدوية لمزيد من انخراط الشباب تجاه هذه الأعمال.
وعن واقع الإجراءات التنظيمية لأصحاب المشاريع من شباب وشابات الأعمال ترى قمصاني أنه ينبغي على وزارة العمل إعادة النظر في العديد من الأنظمة التي تعتقد أنها تصب في صالح العمالة على حساب حقوق أصحاب وصاحبات الأعمال، خصوصا أن السعودية مقبلة على تحقيق رؤية التحول الوطني التي ستثمر عن مشاريع عملاقة يساهم فيها المهندسون والمهندسات.
وأوضحت قمصاني أن تعاونها مع القطاعات الحكومية والخاصة في مشاريع التصميم الداخلي مستمر، فالفرص متاحة عبر الدخول في مشاريع التصميم الداخلي لقطاعات العمل عبر المناقصات التي تطرح، وعادة يتم القيام بتصميم مشاريع الكافيهات في المستشفيات إضافة للتصميم الداخلي للمساكن. وحول توجه السعوديين في الذوق العام تجاه المفروشات، أوضحت عمرة أن السعوديين دائما يبحثون عند تأثيث منازلهم وتصميمها عن المفروشات التي تحمل طابع «الغرابة» مع الميل لألوان المفروشات الغامقة، ملمحة إلى أنها تتبع في التصميم الداخلي الجمع بين «المودرن والكلاسيكي» تلبية لكافة الأذواق في التصميم الداخلي.